ارتفع الدولار بشكل معتدل في تعاملات متقلبة، حيث فشلت أسعار المنتجين الأمريكيين الأضعف من المتوقع في مارس في تخفيف المخاوف بشأن التضخم المستمر، مما عزز الثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يؤجل تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.

وأكد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الذين تحدثوا يوم الخميس أيضًا على الحاجة إلى اتباع نهج صبور لتخفيف السياسة النقدية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تعزيز الدولار.

وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع 0.2% على أساس شهري في مارس، مقارنة مع زيادة 0.3% توقعها اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم. وعلى أساس سنوي ارتفع بنسبة 2.1% مقارنة مع توقعات بارتفاع نسبته 2.2%.

انخفضت العملة الأمريكية نتيجة لأخبار مؤشر أسعار المنتجين ولكنها تعافت.

وأظهر تقرير منفصل 211.000 مطالبة بطالة أولية في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 6 أبريل، مقارنة بتوقعات عند 215.000، مما يعكس استمرار تشديد سوق العمل. ولم يتفاعل الدولار إلا بالكاد مع تركيز المستثمرين على التضخم.

ويأتي تقرير مؤشر أسعار المنتجين بعد صدور مؤشر أسعار المستهلك (CPI) أقوى من المتوقع يوم الأربعاء، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 0.4٪ على أساس شهري في مارس، مقارنة مع التوقعات بارتفاع بنسبة 0.3٪.

وفي تعاملات بعد الظهر، استقر الدولار أمام الين عند 153.23 ين، بعد أن انخفض إلى ما دون 153 يناً عقب بيانات مؤشر أسعار المنتجين.وفي وقت سابق من الجلسة، سجل الدولار أعلى مستوى له في 34 عاماً عند 153.32 ين.

وأثار تراجع الين مقابل الدولار مخاوف بشأن التدخل، مع تأكيد المسؤولين اليابانيين أنهم لن يستبعدوا اتخاذ أي خطوات للتعامل مع الحركة المفرطة.

وتدخلت اليابان في أسواق العملات ثلاث مرات في عام 2022 حيث انخفض الين إلى أدنى مستوى في 32 عاما عند 152 ينا لكل دولار.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.1% إلى 105.26 (= دولار أمريكي) ومقابل الفرنك السويسري انخفض الدولار 0.3% إلى 0.9098 فرنك.

وفقًا لبيانات مؤشر أسعار المنتجين، تتوقع سوق العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية فرصة بنسبة 69٪ تقريبًا أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، حسبما أظهرت أداة FedWatch في بورصة شيكاغو التجارية.

ويأتي هذا الجدول الزمني بعد أن ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الشهر الماضي أكثر من المتوقع يوم الأربعاء، وعلى مدى أسابيع، أثرت العقود الآجلة لأسعار الفائدة على خفض سعر الفائدة في يونيو.

كما خفضت العقود الآجلة للأموال الفيدرالية عدد التخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام إلى أقل من 2، أو 42 نقطة أساس، مقارنة بحوالي ثلاثة أو أربعة أسابيع مضت.

ومقابل العملات الأخرى، انخفض اليورو 0.1 بالمئة في أحدث جلسة تداول إلى 1.07026 دولار. وكان قد انخفض في وقت سابق إلى أدنى مستوى في شهرين عند 1.0699 دولار بعد أن أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عند مستوى قياسي مرتفع عند 4% كما كان متوقعا، لكنه أرسل إشارة إلى… أنه يستعد للخفض.

وفي الولايات المتحدة، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس إلى أن خفض أسعار الفائدة أمر غير مرجح.

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إنه على الرغم من أن البنك المركزي الأمريكي حقق تقدمًا كبيرًا في خفض التضخم، إلا أنه لا توجد حاجة بعد للتحول إلى وضع سياسة نقدية أسهل بسبب التضخم المتغير الديناميكي.

وقال ويليامز، بناءً على الوضع الحالي للاقتصاد: “ليست هناك حاجة واضحة لتعديل السياسة النقدية على المدى القريب جدًا”.

ولدى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، وهو أحد الناخبين هذا العام في لجنة صنع السياسات التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، وجهة نظر مماثلة. وقال إن الأرقام الأخيرة لا تزيد من ثقته في أن ضغوط الأسعار تتراجع في جميع أنحاء الاقتصاد.